الاعمال التطوعية… نقاء رائد الحامد

ساهمت الاعمال التطوعية في تخليص كثير من الشباب من الفراغ الضار لذلك يشترك المعطي والمعطى في نقطة تألّف بين أرواحهم وتهديهم أحدهم للعطاء والآخر للقبول وهي أن كلاهما محتاجًا فالمُعطي يحتاج للطاقة التي ستعود عليه بالرضى وسكينة النفس والمُعطى يحتاج الأشياء المعنوية قبل المادية فالابتسامة خير من أنهر من الماء بملامح عابسة لهذا السبب نحن لا نرى العطاء بقدر ما نشعر به فحتى الكفيف إذا توددت له شعر بك دون أن يراك وسمعكَ، فنبرة العطاء الممزوجة بالإحسان لها وقع مختلف على قلب المعطى تلين لها نفسه.
بالرغم من أننا نظن أن كل فرد في المجتمع قادر على العطاء ألا أن ثمنه لا يمتلكه كل فرد فالإخلاص قد يجعله طريق قلّ سالكيه .
وكثيرا ما يتوقف بعض الناس عن العطاء بعد أن استمروا لسنواتٍ في العطاء بكل حب وصدق سرًا كان أم علنًا ثم تنهال عليهم الإتهامات المتلخصة في عبارات مثل سيعود عليه بمنافع مادية، أو من أجل الشهرة _وقد يكون ذلك واردًا في حالات نادرة_ لكن هناك نفوس لا تستطيع الإستمرار ما لم يستمر الثناء وينهال عليهم المديح وليس تعظيما لأنفسهم لكن لغايات في دواخلهم يصعب ارضاءها. ثم يبدأ وسواس الندم يراودهم فتصاحبه الحسرة على كل ما تم تقديمه مما يحول الأمر اليسير إلى مشقة لا منفعة تعود على الفرد، فإن أعطيت، لا تلتفت، ولا تفكر كثيرا فيما اعطيت، ولمن وما الذي سيرد لك بالمقابل فهناك اناس لا تستقيم حياتهم دون عطاء… عطاء لا يتبعه ندم ولا قلق فهم قد عرفوا الغاية فسُعدوا بما قدّموا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *