ليس كل ما يكتب ابداعا… نقاء رائد الحامد

كثيرٓا ما يخلط الشباب في هذه الأيام بين الكتابة لتفريغ هموم الحياة اليومية والكتابة الإبداعية حتى شاع لقب الكاتب في الفئات العمرية العشرينينة حتى الثلاثينات نظرٓا لتعدد أوجه الشبه بينهما، ولأن الكتابة الإبداعية: حلقة وصل بين القارئ والكاتب؛ يستخدم فيها الكاتب أسلوبه الخاص بطريقة سلسة يعبر فيها عن مشاعر، انفعالات، وذكريات مرت في حياته يسهل على القارئ الشعور بها والتفاعل معها ما إن التزم الكاتب في صياغتها بطريقة عفوية صادقة وجذابة .

بينما الكتابة العلاجية : هي حوار يخوضه الكاتب مع نفسه،  في اتصال روحي ويدوي بينه وبين الورق من خلال كتابة كل ما يجول في تفكيره من كلمات وأفكار ومواقف وذكريات ومسرّات وأحزان دون أدنى خبرة في الكتابة أو البوح فغالبٓا يلجأ الى الكتابة العلاجية من يصعب عليهم التفاعل مع المجتمع بسهولة، لأسباب عدة منها؛ الخجل،  انعدام الثقة بمن حولهم، والخوف من التعبير عن الذات .

تشترك الكتابة الإبداعية والعلاجية في نقطة مهمة أن كلاهما يعبر عن الكاتب لكن لكلٍ منها خواص فالكتابة الإبداعية؛  تعبر عن الكاتب شرط الالتزام في اظهار اللغة، والبلاغة، والنحو، وبعضآ من الخيال، والابتكار، لتكوين نصوص أو أبيات شعر أو كتابة مقالات حسب خبرة الكاتب التي تلعب دورا مهما في مستوى النص

اما الكتابة العلاجية فيترك الكاتب نفسه لورقته تعبر عنه دون تكلف ودون معرفة كافية بعلوم اللغة وخصائصها .

تعتمد الكتابة الإبداعية على ثقافة الكاتب في المرتبة الأولى واتقان اللغة بفروعها بدأٓ من قواعد اللغة وفروعها حتى البلاغة وسعة الخيال من خلال الإطلاع والقراءة وتوسيع مجالات ومصادر المعرفة بينما الكتابة العلاجية فإنها لا تعتمد إلا على نقل مشاعر الإنسان وأفكاره من عقله إلى الورقة من خلال كتابة المخاوف التي يواجهها لتفريغ الطاقة السلبية من جسده وتفكيره دون قيود أو شروط تقيده في عدد الكلمات أو صياغة الأفكار فربما كلمة تعبر عن كل ما يجول في خاطره وربما صفحات لا تكفي لأن الهدف من هذا النوع من الكتابة هو الفكرة، ولكل شخص طريقته الخاصة في التعبير كما في البوح فمنا قليل الكلام لكنه يجد كلمة كافية بأن تعبر عن كل ما أراد قوله ودار في تفكيره ومنا من يطيل الكلام وربما حتى بعد ان ينتهي من كلامه تجده لم يُشفى صدره ولم يبلُغ الكلمة التي تطعن في قلبه .

إن ما يميز الكتابة الإبداعية عن الكتابة العلاجية أن الأولى فنٌ يبدعُ فيه الكاتب ما استطاع والأخرى علاج يُشفي القلوب، لا تقتصر الكتابة العلاجية على التعبير عن المشاعر السلبية والسيئة أو المواقف الصادمة إنما نستطيع أن نعبر عن كل شيء من فرح و حزن ومواقف طريف أحببنا أن ندونها ونحتفظ بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *