بايدن يضع العراق ضمن أولوياته وأردوغان على اعتاب بغداد.. السوداني ينهي رسم الخارطة الدبلوماسية

لاقت زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الى الولايات المتحدة الامريكية، ترحيبا واضحا من قبل الأوساط الشعبية والسياسية، في وقت تعول الأوساط السياسية على زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان غدا.
وركز السوداني خلال زيارته الى واشنطن التي استغرقت أسبوعا كاملا على عدد من الملفات المهمة التي تعني بالاقتصاد والامن والطاقة، حيث التقى خلالها بممثلين عن كبريات الشركات الامريكية الرائدة في هذه المجالات.
ويؤكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي، ، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ثبت الموقف العراقي بشجاعة خلال لقائه الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، وتعامل بروحية رجل الدولة التي تحترم سيادتها.
وقال الشيخ حمودي في كلمة له خلال ملتقى “الصفوة”، إن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وضح خلال زيارته إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، بأن العراق غير مستعد بأن يكون خاضعا لأمريكا او مع المسار الامريكي، بأجمل صورة”.
وبين أن “السوداني ثبت الموقف العراقي بشجاعة خلال لقائه بايدن وتعامل بروحية رجل الدولة التي تحترم سيادتها
ثقة سياسية برجاحة عقل السوداني
ومن جانبه قال نائب رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي ومتابعة تنفيذ البرنامج الحكومي النيابية، محمد البلداوي، إنَّ “زيارة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأميركية تأتي بأهمية كبيرة؛ نظراً للظروف التي تمر بها هذه المنطقة والتي اشتدت وبلغت أقصى ما يمكن أن تصل إليه من ذروة الصدام العسكري، وكذلك لما تتمتع به المنطقة من موارد اقتصادية تكاد تدير العالم”.
وأضاف أنَّ “تنظيم العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية يحتاج إلى مثل هكذا زيارات، لأهمية الملفات بين البلدين، وأهمها تلك الملفات التي يبحثها رئيس الوزراء وأبرزها ملف التواجد الأجنبي على الأراضي العراقية، ومن خلال جدول اللقاءات في الزيارة الذي تم نشره نلاحظ تنوعها وتنوع أبعادها”.
وأكد، “أننا نثق بعمق تفكير رئيس الوزراء وأيضاً بإدارته للملفات، ونأمل أن يكون للجانب الأميركي دور للالتزام بما ستخرج به هذه المفاوضات ولاسيما أنَّ المفاوضين العراقيين في كثير من الأوقات التقوا وعقدوا مثل هذه المفاوضات، ولكن كان هناك نكوص من الجانب الأميركي”، وأشار إلى “أننا نفهم طبيعة دور رئيس الوزراء وحرصه ووطنيته وإخلاصه ورؤيته الستراتيجية في رسم علاقة ثنائية متوازنة مع الولايات المتحدة الأميركية، نصمم من خلالها على تحقيق الغايات في السيادة العراقية وتنويع الاقتصاد العراقي وإطلاق اليد العراقية في التجارة والتواصل التجاري ورفع العقوبات عن المصارف وتحرير القرار العراقي من الهيمنة الخارجية، بما يحقق آمال الشعب العراقي في الأمن والرخاء والاستقرار المستدام”.
بدوره، عبر رئيس اللجنة المالية النيابية، عطوان العطواني، عن ارتياح كبير نتائج مباحثات الوفد العراقي الذي يزور واشنطن حالياً برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.
وأكد العطواني “دعمه الكامل لللتفاهمات الإيجابية التي تمخضت عن لقاء السوداني بالرئيس الأميركي في إطار التحول في العلاقة بين البلدين من الجانب الأمني والعسكري إلى مجالات التنمية والإعمار والاقتصاد والاستثمار”.
في غضون ذلك، قال السياسي المستقل عائد الهلالي المشارك ضمن الوفد العراقي في واشنطن إنَّ “قيادة العراق الحالية تجد في زيارة السوداني إلى واشنطن أهمية كبيرة من أجل وضع النقاط على الحروف للشروع في رسم مستقبل العلاقات بين البلدين، وكيفية التحول من التواجد العسكري والأمني فقط إلى شراكة مستدامة شاملة تعمل الحكومتان (العراقية والأميركية) من خلالها على الارتقاء في أداء المؤسسات الحكومية العراقية والشروع في عملية تنموية كبرى”.
وأضاف أنَّ “العراق وضع أقدامه على طريق تحديث مفاصل الدولة، وقد باشر تحجيم الفساد وربط المؤسسات المالية العراقية بالمنظومة العالمية، وكذلك ذهبت الحكومة إلى تحديث وإنشاء البنى التحتية من أجل جعل العراق بيئة جاذبة للاستثمارات، وقد تم عقد الاتفاقات مع دول وشركات كبرى وهذا ما حفز الجانب الأميركي على أن يتفاعل بشكل كبير مع خطوات السوداني الإصلاحية”.
من جانبه، قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، في كلمته خلال الملتقى الثامن في السليمانية: إنَّ “رؤية رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أدّت إلى استقرار جيد في الإدارة والحوكمة في البلاد”، داعياً في الوقت نفسه “الأطراف السياسية العراقية لمساندة الحكومة الاتحادية”.
أردوغان على اعتاب بغداد
أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، اليوم الأحد، توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين أحدهما يخص ملف المياه وأكثر من 20 مذكرة تفاهم خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد غداً الإثنين، كاشفاً عن إمكانية أن تشهد الزيارة توقيع اتفاق رباعي عراقي – تركي – قطري – إماراتي بوضع أسس المباشرة بمشروع التنمية.
وقال العوادي إن “الزيارة تاريخية إذ أنها الأولى للرئيس التركي إلى العراق منذ 13 عاماً، وآخر مرة زار فيها لبغداد كنت في 2011، وتنطلق أهمية الزيارة من الملفات التي ستبحثها والتي تم الإعداد لها مبكراً”.
وأضاف، أنه “منذ العام الماضي، عملت فرق ولجان مشتركة على الإعداد للزيارة في ملفات الأمن والمياه والزراعة داخل العراق، والاقتصاد والتبادل التجاري، وعدة لجان أجرت زيارات متبادلة للعراق وتركيا للإعداد بشأنها بدقة خلال سنة كاملة، والزيارة ستأتي تتويجا لمجمل الترتيبات التي اتفقت عليها اللجان التحضيرية لهذه الزيارة”.
وتابع أن “الزيارة ستكون نقطة انطلاق كبيرة جدا بالعلاقات العراقية التركية وبشكل غير معهود قبل تاريخها، وستكون بداية لتصفير المشاكل بين العراق وتركيا وستشهد توقيع اتفاقيتين بين رئيس الوزراء والرئيس التركي إضافة إلى اكثر من عشرين مذكرة تفاهم وبين مؤسسات عراقية وتركية بمختلف الميادين وستكون هناك ضمانات لتنفيذها، إذ ستقوم لجان بمتابعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بعد انتهاء الزيارة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *