شقوق الذاكرة…نقاء الحامد

شقوق الذاكرة…

صديقك من يتذكرك في وجودك مرة ويفتقدك في غيابك مرات

إليك..

لا، فاسمك لا يبدأ بحرف الألف مرا .. لا ليس هذا أيضا

سنوات الغياب، وشقوق الذاكرة وطيات النسيان، ستلومني ربما لأني لم أتذكر اسمك، لكنها سنين الهجر

لن أقول اشتقت لك في أول السطر، فتلك أساطير الكاذبين من يغيبون الدهر ثم تتسلل رسائلهم إلينا فجأة بعد سنين الغياب..

أين كنتم عنا عندما حسبنا الليالي ليلة تتبعها أخرى، فلا رسالة أتت بأخباركم، ولا صوت أعاد إلى أسماعنا نبضها.

أتعلم صبري ما زال لا ينفد مثلما عرفتني

مهما قسوت، ومهما قست الحياة علي كنت أداري الأمور بفتات الصبر التي احتفظ فيها في أعماق روحي كهبة من الله ليحفظ بها قلبي ويقويني بها ويرشدني.

أعترفُ كم تسرعت في الأحكام فخاب ظني

كان الصبر يعينني في حياتي في كل خطوة عاثرة أخطوها، ولا أبالي

وبعد إن ابتعدت عنك، وأوهمت نفسي بالنسيان سئمت من نفسي ومن كذبي بأني مكتفية بالاطمئنان.

هذا بعد مر ولا يكفيه إلا عناق يكسر حواجز الغياب والفجوات التي أحدثها فيعيدنا كأننا أول مرة نقرر فيها أن نصبح أصدقاء.

لم تكن صداقتنا قد تكونت من موقف واحد أو طرفة أو صدفة، إنما كنا أشبه بمن يبني صرحا ليسقط منه ويُدفن فيه

المرء لا يقتله الهجر، إنما تقتله أنصاف العلاقات التي لا يفهم لها مسمىً،

وأنصاف الصداقات غير الشجاعة.

أخبرك الآن، إن الصداقة شجاعة، فإما أن تكون صديقي لأنك صديقي ولأنك ستبقى على العهد طوال عمرك، وإما ألا تكون

ثم إنني لا ترضيني صداقة مهترئة ركيكة خُدعنا في بداياتها فحطمتنا نهاياتها غير المتوقعة.

من دون ذنب عوقبنا على مواقف لم نشهدها، وأفعال لم نفعلها، وكلمات لم نكن نقصدها، فلا اعلم كيف تحجب عنهم رؤية دواخلنا والحب الذي يملأها لهم

تأكد لا شيء يقطع سلسلة أوهامهم التي تشكلت في أذهانهم عنا.

إنا أشبه بمن يبني صرحا ليسقط منه ويُدفن فيه…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *