مفهوم اللاغربة…نقاء الحامد

لماذا لا نتناول حقيقة غربتنا.. ؟

لماذا الجميع مُلزم في ثلاث كلمات الحنين ، العودة ، الحزن !؟

لماذا لا تكون  .. ‘‘تطور ، حرية ، انسانية’’

لكل شيء في هذه الحياة جوانب عدة متى ما أخذناها جميعها بعين الإعتبار تساوت المعادلة

الحزن في الغربة يقابله الفرج بعد الصبر..

والتشرد يقابله ‘‘الأمان’’ الكلمة التي لطالما افتقدناها في بلادنا حتى تَوَطنَ الفقد إلى عمق أرواحنا

و‘‘الصعوبة’’ وبذل الجهد يتبعه النجاح فقط لا خيار أخر، كما  في بلادنا إن سعيت وبذلت جهدآ سيظل نجاحك بيد إنسان يحكمه مزاجه لا يحكمه القانون ..

 

أيهمآ أصح، أن تعيش في بلد مهدد فيه بالإنقراض بسبب أسباب ٱتخذت من اللا اسباب كـ “لونك وطائفتك وشكلك ومنصبك” وتستمر بالعيش وتنجب أطفالآ لا ذنب لهم في كل هذا !؟

أم تعيش في غربتك التي ستصبح فيما بعد وطن دافئ صغير يحتضنك أنت وأطفالك ؟

وهنا لا أقصد الوطن بالمعنى الحرفي لكن العائلة في الغربة وطن

فالغربة ليست غربة الجدران والحدائق والطرقات إنما غربة الروح

وهنا يكمن الجانب السلبي

في الغربة هو أننا نصُب عاطفتنآ بكل ما أؤتينا من مشاعر ونفرغها في الحزن والوحدة وتراكم التفكير في أدق التفاصيل وكأننا نعاقب أنفسنا بهذه المشاعر ..

أما الإيجابي فلا وقت لدينآ لنفعل كل ذلك لأننا نكون منشغلين دومآ في أعمالنا في بناء هرم حياتنا الذي كلما وضعنا فيه مثلث ازددنا فرحآ وشدنا فرحنا إلى إكمال مثلث أخر ..

ثم إننا لا نكره أوطاننا أو نرفض العودة إليها لكنها الآن لم تعد حضن الأم الحنون بل صارت امرأة الأب التي تشرد أبناءها ..

ومتى ما شدّتنا رائحة حضن الأم التي عهدناها قبل أن نفارقها سنعود دون الإلتفات خلفنا ، فنحن ما زلنا نأمل ان

نقف على قاسيون..

ونُـطل على الشام إلى غروب الشمس..

ثم نصلي في الأقصى صلاة المغرب ..

ثم نتعلّل في بغداد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *